العمل الحر | ما هي مجالاته وأهم النصائح للنجاح فيه؟


يعتبر العمل الحر واحدًا من أفضل الوسائل التي تضعك مباشرة على الطريق الصحيح نحو الحرية المالية والعمل لحسابك الخاصّ. ربّما تكون قد سئمت من عملك المكتبي، أو تسعى لكسب دخل إضافي أو ربما أصبحت هوايتك الجانبية عملاً إضافيًا تقوم به بعد انتهاء ساعات الدوام…. أيًّا كان السبب الذي تملكه، فلا شكّ أنّ العمل الحرّ يزداد انتشارًا وشيوعًا يومًا بعد يوم.

إن كنت تقرأ مقالنا اليوم، فأنت على الأرجح تفكّر في دخول عالم الفريلانس، ولكنك تشعر بالضياع حول المجال الأنسب الذي عليك أن تختاره، أو الخطوة الأولى التي يجب عليك اتخاذها. لكن لا تقلق، سنتعرّف في مقال اليوم على أهم مجالات العمل الحر، وأفضل النصائح التي تضعك على الطريق الصحيح للنجاح فيه.

مميزات العمل الحر

بعكس ما كان عليه الحال خلال العقود السابقة حينما كان العمل الحر مهربًا للكثيرين من ضغط الدوام المكتبي، أصبح اليوم وظيفة أساسية والخيار الأوّل للملايين. وذلك لما يوفّره من مميزات يمكننا تلخيصها فيما يلي:

1.     المرونة وهذا ما يدور حوله مفهوم العمل الحرّ برمّته! إن كنت تكره الاستيقاظ باكرًا صباحًا، وتمقت العمل على عدّة مشاريع في الوقت ذاته، فالعمل الحرّ هو خيارك الأمثل. حيث يتيح لك وضع برنامجك الزمني الخاصّ الذي تختار فيه المشاريع التي تريدها وأوقات العمل التي تراها مناسبة ممّا يتيح لك الحرية والمرونة الكافية للقيام بالأمور الأخرى التي تحبّها. في الواقع، المرونة هي الميزة الأساسية والسبب الرئيسي الذي يدفع الكثيرين للتوجّه نحو العمل الحرّ.

2.     ساعات عمل أقل حينما تختار طريق الفريلانس، فأنت تختار أيضًا ضغط العمل الذي تريده، وغالبًا ما تكون أوقات العمل أقلّ من ساعات الدوام التقليدية التي تصل إلى 40 ساعة أسبوعيًا.

3.     الحرية في اختيار مكان العمل يمكنك أن تعمل في أيّ مكان تشاء… في المكتب، المقهى، مساحات العمل المشتركة أو حتى على سطح المريخ! ما نسبته 73% من المستقلّين (فريلانسر) يقولون أنّ السبب الذي يدفعهم لاختيار العمل الحرّ هو القدرة على العمل من أيّ مكان!

4.     تقليل المصاريف كثيرون من يشكون من أنّ وظيفتهم المكتبية ليست مجزية على الصعيد المادّي، وأنّ نصف رواتبهم تُنفق في المواصلات أو مصاريف الغداء اليومي أو غيرها.  حسنًا، في حال قرّرت الدخول إلى عالم الفريلانس، ستوفّر على نفسك الكثير من المصاريف الثانوية، وستجد أنّك أصبحت أكثر قدرة على الادخّار والاستمتاع بدخلك. لكن عليك بالطبع أن تحسن إدارة نفقاتك وأمورك المالية.

مجالات العمل الحر

في بدايات ظهور العمل الحر، كانت مجالاته محدودة تقتصر على بعض وظائف الكتابة أو الترجمة، أمّا في يومنا هذا، ومع تطوّر التكنولوجيا ووسائل الاتصالات، أصبح بالإمكان القيام بأيّ وظيفة تقريبًا عن بعد. ممّا أدّى إلى اتساع مجالات العمل الحرّ وتزايدها. فيما يلي قائمة بأهمّ هذه المجالات مقسّمة إلى فئات رئيسية ثلاث:

الفئة الأولى: الوظائف الإبداعية

وتشمل الآتي:

1.     التدوين
عالم التدوين واسع للغاية، إذ نجد البعض ممّن يحقّقون دخلاً لأنفسهم من خلال إنشاء مدوّنة خاصّة بهم. أو عن طريق العثور على رعاة رسميين ومعلنين يروّجون لمدوّناتهم. كما أنّ البعض الآخر يعلمون لصالح شركات تدوين أخرى تدفع لهم مقابل العمل بالساعة أو لكلّ منشور.

2.     كاتب إعلانات
 إحدى الوظائف الشائعة الأخرى التي يمكن القيام بها عن بعد، هي كتابة الإعلانات. في هذه الوظيفة، يتعيّن عليك كتابة نصوص للإعلانات أو المواد الدعائية بحسب توجيهات الشركة التي تتعاقد معها. قد يشمل ذلك أيًّا ممّا يلي:

·        كتابة المحتوى لموقع إلكتروني.

·        كتابة وصف المنتجات لموقع تجارة إلكترونية.

·        إعداد نصوص وفقرات توضيحية قصيرة لمنشورات منصات التواصل الاجتماعي.

3.     إدارة منصات التواصل الاجتماعي
 بصفتك مديرا لمنصات التواصل الاجتماعي، ستكون مسؤولاً عن جميع قنوات التواصل الاجتماعي لشركة معيّنة، وسيتعيّن عليك استخدام مهاراتك التسويقية في زيادة عدد المتابعين، وإيصال رسالة الشركة لأكبر عدد ممكن من المستخدمين. بالإضافة للتفاعل معهم والردّ على استفساراتهم والقيام بمهمّة شبيهة إلى حدّ كبير بخدمة العملاء.

4.     التصميم الجرافيكي
تحتاج الشركات في الكثير من الأحيان إلى تصميمات مختلفة، ولكنها قد لا تكون كثيرة للدرجة التي تجعلها توظّف مصمّمًا بدوام كامل فيها.  إن كنت تمتلك خلفية في التصميم، وتحبّ العمل على تصميم المخططات وصفحات الويب أو المواد المطبوعة، يمكنك إنشاء هذه التصاميم من منزلك والعمل كمصمّم جرافيكي مستقلّ، لكن عليك بالطبع أن تمتلك شهادة أكاديمية في التصميم، وتتقن العمل على البرامج المناسبة مثل
الفوتوشوب

5.     الرسم الرقمي
يعتبر مجال الرسم الرقمي أقلّ تقنية من التصميم الجرافيكي، ويمكنك العمل فيه حتى لو لم تمتلك شهادة أكاديمية متخصصة. حيث يتيح لك العمل على مشاريع ممتعة مثل أغلفة كتب الأطفال، أو المجلاّت أو صور الحائط وغيرها.

6.     التدقيق اللغوي
إن كنت من محبّي القواعد اللغوية الذين ينتبهون دومًا للأخطاء المطبعية والنحوية والإملائية، فالتدقيقُ اللغوي قد يكون وظيفة مناسبة يمكنك القيام بها من منزلك. يمكنك أن تقدّم خدمات تدقيق للكتب، النصوص، السيرة الذاتية وأيّ مادة مكتوبة أخرى مطبوعة أو منشورة إلكترونيًا.

7.     التعليق الصوتي
 هل سبق أن تساءلت عن تلك الأصوات التي تسمعها في دعايات الأفلام أو الإعلانات أو قنوات اليوتيوب المفضّلة لديك؟ جميعها قد تمّ تسجيلها من قبل مؤدّي الأصوات، وكثير منهم ربما يقومون بهذا العمل كمستقلّين. فلماذا إذن لا تستغلّ خامتك الصوتية للقيام بمثل هذا الأمر؟ عليك بالطبع أن تمتلك مهارات التعليق الصوتي اللازمة من سلامة المخارج الصوتية وطريقة الإلقاء والنبرة الملائمة… الخ.

8.     التصوير الفوتوغرافي
ربّما تكون من هواة التصوير الفوتوغرافي، فهل سبق لك التفكير في استغلال هوايتك هذه كمصدر دخل إضافي؟ الكثير من المواقع الإلكترونية والشركات تحتاج إلى صور فوتوغرافية لإضافتها إلى مدوّناتها أو صفحاتها على منصّات التواصل الاجتماعي، وقد تكون صورك منها. يمكنك بناء موقعك الخاصّ وتقديم هذه الخدمة، بالإضافة إلى خدمات أخرى كتعديل الصور وتحريرها، وعقد جلسات تصوير خاصّة.

الفئة الثانية: الوظائف الإدارية والتقنية

 وتتضمّن الآتي:

1 -  مساعد إداري

تشهد وظائف المساعدة الإدارية شعبية متزايدة كلّ يوم. يمكنك أن تكون مساعدًا إداريًا عن بعد لشخص واحد فقط، فتقوم بمهامٍّ مثل:

·        إدخال البيانات.

·        إدارة التقويم وجدول الأعمال.

·        الردّ على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات.

·        دفع الفواتير.

كما تستطيع أيضًا تقديم خدمات مساعدة إدارية على نطاق أوسع لعدّة أشخاص أو لِشركة كاملة.

2 -  الترجمة

 في حال كنت تتقن عدّة لغات، فالفرصة الذهبية أمامك، والطلب عليك كمترجم مرتفع للغاية! يمكنك استغلال هذه المهارات في مجال العمل الحرّ، حيث تستطيع ترجمة المقالات، الكتب، نصوص الأفلام والبرامج التلفزيونية، النصوص التقنية والمستندات القانونية بالإضافة للكثير الكثير من المواد الأخرى...ما عليك سوى اختيار مجال الترجمة المناسب لك، والانطلاق في وظيفتك الجديدة كمستقلّ.

3 -  النسخ والنقل

ربّما لم يسبق لك أن سمعت عن هذه الوظيفة باللغة العربية، لكن كلمة  "الناسخ"  قد مرّت عليك على الأرجح. الناسخ هو الشخص الذي يستمع لشيء ما يُقال بصوت مرتفع ثمّ يقوم بكتابته في مستند معيّن. قد يكون ذلك خطابًا، ندوة، مؤتمرًا افتراضيًا، أو فيلمًا يجب كتابة نصّه قبل الانتقال إلى عملية الترجمة. باختصار تتضمّن المواد التي يتمّ نسخها أيّ شكل من أشكال المعلومات التي لم تُكتب بعد. تعتبر وظيفة النسخ واحدة من أكثر وظائف العمل الحرّ المربحة، والتي يتمّ الدفع فيها لكلّ ساعة. لكنها تحتاج إلى مهارات متقدّمة في الاستماع والاستيعاب.

4 -  برمجة تطبيقات الهاتف

إن كنت تمتلك مهارات إنشاء تطبيقات الهاتف المحمول وبرمجتها، فيمكنك في هذه الحالة القيام بهذه الوظيفة من منزلك. ستعثر على زبائنك غالبًا من خبرتك العملية السابقة، لكن بعض مواقع الإنترنت ، ستتيح لك الفرصة للتقديم على عدد كبير من فرص العمل في مجال البرمجة.

5 -  إدخال البيانات

لا تحتاج هذه الوظيفة للكثير من الإبداع أو المهارة، كلّ ما تحتاج إليه هو السرعة في الطباعة، حيث سيتمّ إعطاؤك مجموعة من المعلومات المختلفة لتحوّلها إلى مستند محدّد بالشكل الذي يريده العميل. قد يتضمّن ذلك تعبئة البيانات في جداول أو طباعتها على شكل ملف وورد أو غير ذلك. إنها طريقة رائعة لاكتساب خبرة إضافية ستفيدك عند التقدّم إلى الوظائف الإدارية المتنوعة. وقد تكون مناسبة جدًا في حال كان العمل الحرّ وسيلة إضافية للحصول على دخل جانبي، وليس مصدر الدخل الأساسي.

6 -   البرمجة

يمكنك كتابة برامج الحاسوب من أيّ مكان في العالم ما دمت تملك حاسوبًا واتصالاً جيّدًا بشبكة الإنترنت. فلماذا إذن لا تفعل ذلك وأنت جالس في شرفة منزلك تحتسي كوب قهوتك وتدلّل قطّك الأليف؟! التطوّر السريع في التكنولوجيا والاعتماد الكبير على شبكة الإنترنت في مختلف مجالات الأعمال يعني أنّ الحاجة دائمة لبناء مواقع إلكترونية جديدة أو صيانة تلك الموجودة بالفعل، وبالتالي فالفرص المتاحة في مجال البرمجة وفيرة سواءً بدوام كامل أو كشكل من أشكال العمل الحرّ.

7 -  المحاماة والحقوق

نعم، يمكنك العمل كمستقلّ حتى في مجال المحاماة والحقوق! الكثير من الشركات في يومنا هذا تحتاج إلى خدمات قانونية مثل: مراجعة عقود الموظفين. البحوث القانونية والكتابة القانونية. الاستشارات حول تسجيل العلامات التجارية وحقوق الملكية الفكرية. معلومات حول براءات الاختراع. بالإضافة إلى الكثير من الخدمات الأخرى. يمكنك العمل بشكل حرّ في المجال القانوني، والأفضل هنا أن تبحث عن فرص التعاون مع الشركات الناشئة التي تكون غالبًا في أشدّ الحاجة للنصائح القانونية أكثر من غيرها.

8 -  خدمة العملاء

قد تكون هذه الوظيفة أقلّ مرونة من غيرها من وظائف العمل الحرّ، نظرًا لأنّك ستحتاج إلى التعامل مع العملاء من خلال الردّ على مكالماتهم ورسائلهم عبر البريد أو تطبيقات الدردشة المختلفة في أوقات محدّدة. لكنّك مع ذلك لا تزال قادرًا على القيام بهذه المهمّة من أريكتك أو مطبخك.

الفئة الثالثة: وظائف الرشاقة والرياضة

وتتضمّن هذه الفئة ما يلي:

1 -  مدرب شخصي

هنالك العديد من فرص العمل في مجال اللياقة البدنية والرياضة التي يمكنك العثور عليها في النوادي الرياضية القريبة منك. لكن، يمكنك أن تستغلّ هذه المهارة في عمل حرّ أيضًا. إن كنت تمتلك غرفة تمرين خاصّة بك في منزلك، أو بعض المساحة لأداء التمارين الرياضية يمكنك العمل كمدرّب شخصي، ومساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم الرياضية وأنت في منزلك.

2 -  مدرب يوغا

كما هو الحال مع المدرّب الشخصي، يمكنك أيضًا أن تستضيف حصص يوغا في منزلك في حال كنت تمتلك مساحة كافية تتيح لك هذا الأمر. وفي حال لم تستطع، ما عليك في هذه الحالة سوى تسجيل دروس على شكل مقاطع فيديو ونشرها على قناتك الخاصّة في يوتيوب أو صفحتك على منصّات التواصل الاجتماعي.

3 -  أخصائي التغذية

إن كنت شغوفًا بمساعدة الآخرين على الالتزام بنظام تغذية صحي، فربما عليك التفكير في العمل كأخصائي تغذية مستقلّ. لكن ضع في حسبانك أنّه عليك امتلاك خلفية تعليمية وبعض الخبرة في هذا المجال. يمكنك على سبيل المثال عقد جلسات استشارة وجهًا لوجه مع زبائنك لمساعدتهم على تغيير عاداتهم الغذائية، تخفيف وزنهم، علاج بعض الأمراض التي يعانون منها، أو العمل على وقايتهم من بعض الأمراض من خلال تغيير نمط أكلهم وغذائهم. من الجدير بالذكر أنّه يمكنك عقد هذه الجلسات من خلال الهاتف أو مكالمات الفيديو أيضًا، ليس عليك أن تذهب لمقابلة عملائك شخصيًا، ممّا يختصر الوقت والجهد والمال!

4 -  مدرب شخصي

ويُعرف أيضًا بمدرّب الحياة إنّه الشخص الذي يدعم الآخرين ويساعدهم للالتزام بالعادات الإيجابية على اختلاف أنواعها، كالتغلّب على مشاكل التأجيل والتسويف، أو الالتزام بنظام حياة صحّي، أو تحسين القدرة على وضع الأهداف والعمل على تنفيذها...الخ. كما هو الحال مع أخصائي التغذية، يمكن للمدرّب الشخصي عقد جلساته وجهًا لوجه أو عن طريق المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو.

الفئة الرابعة: وظائف التعليم

وتشمل الوظائف التالية:

1 -  التدريس الخصوصي

أيًّا كان تخصّصك، علميًا أو أدبيًا، يمكنك الاستفادة من شهادتك وخبرتك في إعطاء الدروس الخصوصية سواءً لطلاب الجامعات أو المدارس. وبعكس ما كان عليه الحال سابقًا من اقتصار الدروس الخصوصية على الحيّ أو المدينة، أصبح بإمكانك الآن تقديم دروس خصوصية للطلاب من مدن أخرى بل وبلدان أخرى أيضًا. يمكنك بناء موقعك الخاص لتقديم هذه الخدمات، أو التسجيل في أحد المنصات المتخصصة في تقديم الدروس الخصوصية، ثمّ البدء بإعطاء هذه الدروس عن طريق مكالمات الفيديو. كلّ ما تحتاج إليه هو بعض الثقة بالنفس والقدرة على إيصال المعلومة بشكل ممتع بسيط، بالإضافة إلى بعض المهارة في تسويق نفسك.

2 -  الدورات عبر الإنترنت

وتشبه هذه الوظيفة إلى حدّ كبير التدريس الخصوصي، غير أنّها لا تقتصر على المواد التعليمية فقط. أيًّا كانت المهارة التي تمتلكها، يمكنك بكلّ بساطة أن تحوّلها إلى دورة عبر الإنترنت، يشاهدها الناس من كلّ أنحاء العالم ويدفعون لك مقابلها. قد تحتاج في البداية لإعطاء دورات مجانية أو بأسعار زهيدة حتى تتمكّن من بناء سمعتك ونشر اسمك في عالم الإنترنت، ليصبح في وسعك بعدها تقاضي مبالغ أكبر مقابل ما تقدّمه.

3 -  مطور مناهج

إن كنت تمتلك خبرة في مجال التعليم، فكتابة محتوى المناهج وتطويرها قد تكون فرصة رائعة للعمل الحرّ. حيث تستطيع المساهمة بخبراتك في تطوير المناهج الدراسية المختلفة التي قد تتراوح ما بين الكتب المدرسية البسيطة وحتى المناهج الجامعية المعقدة. بالطبع كلّما ارتفع مستوى المناهج، زاد قيمة الدخل الذي تحقّقه.

6 نصائح عملية عند البدء بالعمل الحر

العمل الحرّ قد لا يكون خيارًا مناسبًا للجميع، فالبعض لا يزال يفضّل بيئة العمل المكتبي، والدوام المنتظم لساعات محدّدة كلّ يوم. لكن، إن كنت من أولئك الذين يرغبون في أن يستقلّوا بحياتهم، ويحصلوا على المزيد من المرونة في وظائفهم، فقد تحتاج في هذه الحالة لترك وظيفتك والدخول في عالم الفريلانس.

 وفيما يلي 6 خطوات عملية ستساعدك في بداية الطريق:

1-     احتفظ بعقد العمل على الدوام

 العمل الحرّ لا يعني العمل بلا قوانين أو مستندات قانونية. احرص دومًا على أن يكون بينك وبين العميل أو صاحب المشروع عقد واضح، حيث يساعدك هذا الأخير على:

·        تحديد الأجر الذي تمّ التفاوض عليه بينك وبين العميل.

·        توضيح معايير المشروع ونطاقه.

·        تحديد المواعيد النهائية لتسليم المشروع.

·        بيان النتائج المترتبة على إلغاء المشرع أو إيقافه أو تأجيله.

ليس هذا وحسب، فالعقود تحميك من المشكلات القانونية والخلافات غير المتوقعة وتضمن لك الحصول على حقوقك كاملة في حال نشوب أيّ نزاعات.

2-     إحرص على تقسيم كلفة المشروع على مراحل

قد يكون من الصعب ضمان الحصول على حقوقك وأنت تعمل بشكل مستقلّ حتى مع وجود عقد مكتوب. لذا احرص دومًا على تقسيم كلفة المشروع الذي تعمل عليه على مراحل. قبل أن تبدأ العمل مع زبون معيّن، يمكنك مثلاً أن تطالب بالحصول على دفعة أولى، ثمّ تشترط دفعة ثانية عند إتمام نسبة معيّنة من العمل، والحصول على الدفعة الأخيرة بعد تسليم المشروع.

بهذه الطريقة ستضمنُ الحصول على أتعابك كاملة، وحتى لو حدث أيّ خلاف فسوف تكون قد حصلت على جزء من أتعابك على الأقلّ، ويمكنك في جميع الأحوال عدم إكمال العمل حتى يتمّ دفع المبالغ كاملاً لك.

3-     حدد أسعار خدماتك بذكاء

هذه النصيحة مهمّة على وجه الخصوص لأولئك الذين يتخذون من العمل الحرّ وسيلة دخل أساسية. تذكّر أنّك في هذه الحال قد تحتاج إلى دفع ضرائب معيّنة كونك تعمل لحسابك الخاصّ. بالإضافة إلى الالتزامات الأساسية الأخرى كالتأمين الصحي والمصاريف الشخصية والادخّار للتقاعد.

فكّر في جميع هذه العوامل، واحسب قيمتها الإجمالية ثمّ حدّد سعر خدمتك بناءً على ذلك. ولا تضع أسعارًا عشوائية قد لا تغطي نفقاتك.

4-     نظم وقتك

قد يبدو لك الأمر سهلاً، لكن أغلب المستقلين يعلمون أنّ الأمر ليس سهلاً كما يبدو. احرص إذن على وضع جدول زمني للمهام التي يتعيّن عليك إتمامها، والالتزام به جيّدًا، حيث يتيح لك هذا الأمر:

·        تسليم المشاريع في المواعيد المناسبة وعدم التأخر فيها.

·        منح كلّ عميل الاهتمام الذي يستحقّه.

·        خلق نظام حياة متوازن والتوفيق بين العمل والحياة الشخصية.

 

 

5-     استعن بالتكنولوجيا في عملك

هنالك العديد من الأدوات والبرامج والتطبيقات التي يمكنك الاستفادة منها في العمل الحرّ، سواءً للتواصل مع عملائك أو لتنظيم مهامّك، أو لمساعدتك على التركيز وخلق بيئة عمل مناسبة. لا تتردّد في استخدامها والاستفادة منها لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنتاجية.

6-     كن خبيرا في مجالك لتستقطب العملاء الجدد

قد تتساءل بداية حول كيفية استقطاب عملاء جدد وتوسعة أعمالك. حسنًا عليك في البداية أن تختار مجالاً محدّدًا وتصبح خبيرًا فيه.

حاول إذن أن تتخصّص في مجال واحد من مجالات العمل الحرّ، ثم احرص بعدها على مشاركة خبرتك ومهاراتك هذه مع كلّ من تجد أنه سيستمِع إليك. كما يمكنك أيضًا أن تسوّق نفسك بطرق أخرى غير مكلفة مثل:

·        التشبيك شخصيًا في الفعاليات والمؤتمرات المختلفة.

·        إنشاء مدوّنة خاصّة بك.

·        تحديث صفحتك الشخصية على منصّات التواصل الاجتماعي بشكل دوري.

·        المشاركة في الفعاليات والتحدّث أمام الجمهور فيها.

·        نشر إعلانات حول الخدمات التي تقدّمها في المواقع الإلكترونية التي تقدّم هذه الخدمة، أو على صفحات التواصل الاجتماعي ذات العلاقة.

كانت هذه إذن مجموعة من أهمّ النصائح التي تضعك على الدرب الصحيح في مجال العمل الحرّ. فهل تجد في نفسك المؤهلات والمهارات الكافية لاتخاذ هذه الخطوة؟